هناك من يلعب بالكرة وهناك من يلعب بمشاعر الجماهير هناك من يلعب بشعب بأكمله.هذا ما ينطبق بشكل واضح علي حالة لاعب كرة القدم الجورجي كاخابر كلادزة الشهير بـ كاخا ـ34 عاما ـ الذي حولته كرة القدم ،
وهدف وحيد مع منتخب بلاده و27 هدفا أحرزها طوال مشواره الكروي إلي بطل قومي في جورجيا ثم إلي وزير للطاقة والموارد الطبيعية!
ولد كاخافي عام1978 لأسرة جورجية رياضية حيث كان والده لاعب كرة قدم بناد محلي مغمور عندما كانت جورجيا إحدي جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق. وفي الحادية عشرة من عمره إلتحق بفريق الناشئين وسرعان ما إتجه إلي تبليسي عاصمة بلاده جورجيا المستقلة حيث الشهرة والمجد فالتحق بنادي دينامو تبليسي ولعب كمدافع وبالتالي لم يحرز خلال82 مباراة شارك فيها سوي هدف واحد يتيم. جذبت مهارته الدفاعية أنظار دول الجوار فإستضافته أوكرانيا للعب في أحد أشهر أنديتها دينامو كييف ومن بعدها إنتقل إلي العالمية بالإنضمام إلي أندية ميلان ثم جنوا في إيطاليا ليهطل المال عليه بالملايين ويتحول إلي أيقونة لعبة كرة القدم في وطنه جورجيا. ولكن أحلام كاخا كانت أكثر رحابة من رقعة ملعب كرة القدم وبالتالي فقد إتجه إلي عالم الأعمال فاشتري مطعما. أثارت ثروته الحسد في بلده الفقير حديث الإستقلال فقامت عصابة بإختطاف شقيقه مقابل الحصول علي فدية وظلت الأسرة تبحث عن إبنها المفقود وإنتابها اليأس فهدد كاخا بالهجرة من البلاد نهائيا وكان الرد هو العثور علي جثة مشوهة بلا روح للشقيق المخطوف بعد مرور أكثر من5 أعوام علي إختفائه!! مرت الأيام ومكنته أموال الإحتراف في إيطاليا من التوسع في أعماله الخاصة ومن إنشاء مؤسسة خيرية لمساندة فقراء بلاده. وجاءت لحظة التحول عندما قرر الزعيم الجورجي المعارض بيدزينا إيفانيشفيلي تأسيس حزب معارض إئتلاف الحلم الجورجيليخوض الإنتخابات الجورجية ضد الحزب الحاكم محاولا إحراز أول إنتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ البلاد.وبالفعل لعبت شعبية كاخاالكروية ومهاراته دورا ملموسا في جذب الأنظار للحزب المعارض محليا ودوليا. فقد راوغ كاخابمهارة إتهامه بالفساد وإدعاءات علاقته بالمافيا ليفوز الحزب في الإنتخابات التشريعية ويقرر كاخاالتخلي عن ملعب الكرة مغادرا إيطاليا إلي ملعب السياسة والوزارة. كان من المفترض أن يحصل علي منصب نائب رئيس الوزراء بوصفه اللاعب الرئيسي الذي ساهم في إنتصار حزبه, ولكن كانت لحسابات النصر نتائج أخري فتم الإكتفاء بمنحه وزارة الطاقة والموارد الطبيعية. علق كاخاعلي منتقديه, الذين أكدوا إنعدام خبرته في إدارة وزارة طاقة, قائلا: لقد بدأت للتو أهم مباراة في حياتي.. فتحديات ملعب السياسة أكبر بكثير من ملعب الرياضة. وهكذا إنضم كاخاإلي قائمة أبطال كرة القدم الذين لعبوا في ملاعب الكرة والسياسة معا مثل بيليه الوزير الشرفي وزيكو وزير الرياضة وسقراط في البرازيل, وأحمد بن بيلا نجم أوليمبيك مارسيليا ورئيس جمهورية الجزائر الأسبق, وجورج وياه مرشح الرئاسة في ليبيريا,وجياني ريفيرا عضو البرلمان الأوروبي في إيطاليا.