تلتقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى موسكو لتبحث معه خصوصا فى ملف الديمقراطية فى روسيا التى تتهمها ألمانيا بانتهاك الحريات العامة، ما أثار توترات بين البلدين ستسعى المستشارة إلى تهدئتها.
ويبدأ الاجتماع بين ميركل وبوتين فى الكرملين فى الساعة 12:50 تج، وخلال المباحثات بين الجانبين ستحض المستشارة الألمانية الرئيس الروسى على تعزيز حقوق المواطنين فى روسيا، كما أفاد مصدر فى الحكومة الألمانية.
وكان وزير الخارجية الألمانى جيدو فسترفيلى دعا الاثنين إلى "حوار نقدى مفتوح" مع موسكو.
وقد دعا نواب الأحزاب المحافظة والليبرالية الحاكمة فى ألمانيا الأسبوع الماضى حكومة أنجيلا ميركل إلى السعى لتعزيز الديمقراطية فى روسيا، معربين "خصوصا" عن قلقهم من الإجراءات التى اتخذت مؤخرا ضد معارضى بوتين، وذلك فى مذكرة نوقشت فى مجلس النواب الألمانى (البوندستاج).
واستاءت موسكو خصوصا من الانتقادات التى وجهها المكلف بشئون روسيا فى الحكومة الألمانية أندرياس شوكوهوف الذى شارك فى صياغة هذه المذكرة.
وكان شوكوهوف انتقد فى تشرين الأول/ أكتوبر بشدة الحكومة الروسية بسبب سياستها تجاه سوريا وكذلك أيضا بسبب الحكم القضائى الذى صدر فى موسكو بحق اثنتين من فتيات فرقة "بوسى ريوت" بالسجن لمدة سنتين لأدائهما أغنية مناهضة لبوتين فى كاتدرائية العاصمة.
ولكن ميركل لن تكون مضطرة للبحث مع بوتين فى النقاط الـ17 التى تتألف منها مذكرة البوندستاغ، كما أضاف المصدر الحكومى الألمانى الخميس.
ولكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمترى بيسكوف حرص على التقليل من شأن الانتقادات الألمانية المتعلقة بملف الحريات العامة فى بلاده، واضعا هذه الانتقادات فى خانة تسجيل نقاط سياسية داخلية فى ألمانيا، مذكرا بأن هذا البلد سيشهد انتخابات تشريعية فى العام المقبل.
وقال بيسكوف للصحافيين عشية الزيارة "نحن نعرف أنه وكما هى الحال فى كل البلدان فإن أحدهم سيحاول هناك أيضا (فى ألمانيا) استغلال العلاقات مع الشريك الأقرب لألمانيا لتسجيل نقاط".
وأضاف "نحن لا نحب أن يتم استغلال العلاقات الألمانية-الروسية بهذه الطريقة".
وسيكون التعاون الاقتصادى الروسى- الألمانى الموضوع الأساسى فى المباحثات بين زعيمى البلدين والتى ستتناول أيضا مساهمة الشركات الألمانية فى مشاريع الخصخصة فى روسيا.
ولألمانيا مصالح كبيرة فى روسيا التى تعتبر أكبر شركائها التجاريين على الإطلاق، كما أنها أكبر مزوديها بالغاز.
وقد خص بوتين ألمانيا بأول زيارة إلى الغرب فى الأول من حزيران/يونيو إثر عودته إلى الكرملين بعد ولايتين رئاسيتين متعاقبتين من 2000 إلى 2008 تولى بعدهما منصب رئيس الحكومة لفترة أربع سنوات.