كشف دبلوماسيون غربيون أمس النقاب عن أن إيران قد تزيد قريبا تخصيب اليورانيوم في محطة نووية تحت الأرض, وذلك في تطور قد يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلي إيجاد حل سلمي للنزاع بشأن طموحات طهران النووية.
وقال الدبلوماسيون في العاصمة النمساوية فيينا التي يوجد فيها مقر الوكالة الدولية للطاقة النووية إن إيران انتهت تقريبا من تركيب أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو المدفونة علي عمق كبير داخل جبل, ويعتقد بأنها في وضع يمكنها في المستقبل القريب من زيادة إنتاج المواد التي يمكن أن تستخدم في صنع قنابل إذا جرت معالجتها بصورة أكبر.
وقال دبلوماسي معتمد لدي الوكالة الدولية: قد يصبح لديهم القدرة علي( زيادة الإنتاج) في غضون أسابيع قليلة.
وتعتبر منشأة فوردو مصدر قلق كبير للغرب لأن إيران تستخدم المنشأة في تنقية اليورانيوم إلي تركيز انشطاري بنسبة 20%.
وحقيقة أن المنشأة مدفونة في أعماق الأرض تجعلها أيضا أقل عرضة للغارات الجوية التي هددت بها إسرائيل إذا فشلت المساعي الدبلوماسية في منع إيران من الحصول علي أسلحة نووية.
وتنفي طهران انها تسعي إلي شيء من هذا القبيل, وتقول إن برنامجها سلمي تماما, لكن مفتشي الأمم المتحدة يشتبهون في أنشطة نووية عسكرية في الماضي, وربما حاليا.
ومن المقرر أن تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الفصلي عن إيران للدول الأعضاء خلال الساعات المقبلة بعد عشرة أيام من إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما, الأمر الذي بعث الأمل في إحياء المساعي الدبلوماسية لحل هذه القضية.
وفي واشنطن, كشفت السلطات الأمريكية أمس عن تفاصيل الاتهامات الموجهة إلي إيراني بالتخطيط لتصدير قطع غيار طائرات بطريقة غير مشروعة من الولايات المتحدة لإيران.
ووجهت هيئة محلفين اتحادية في مانهاتن الاتهام إلي علي رضا معظمي جودرزي-28 عاما- بالتخطيط لشراء وتصدير قطع طائرات يمكن استخدامها في الطائرات العسكرية.
وذكرت السلطات الأمريكية أن جودرزي بعث برسالة بالبريد الإليكتروني إلي مورد أمريكي لم تكشف عن هويته في أكتوبر2010 بشأن شراء قطع غيار طائرات مدنية لشحنها إلي إيران.
وقال مكتب الادعاء الأمريكي في مانهاتن إن المورد أخطر حينها الحكومة الأمريكية.
المنشاة النووية الايرانية
علي صعيد آخر, اعتبر أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية في عهد الثورة الإيرانية أن الحرب لا تمثل سبيلا لحل القضايا ولن تمنع إيران من إنتاج قنبلة نووية, مؤكدا أن الشعب الإيراني وحده يستطيع منع إنتاج القنبلة النووية.
ورفض بني صدر توجيه أي ضربة عسكرية لإيران أو فرض مقاطعة اقتصادية عليها, لأن الشعب الإيراني هو الذي سيدفع الثمن الذي وصفه بـالباهظ.
وقال الرئيس الإيراني الأسبق في المقابلة التي أجريت معه قبل إعلان فوز الرئيس الأمريكي أوباما بولاية ثانية: تلقيت معلومة بأن إيران ستوقف تخصيب اليورانيوم لدعم حظوظ أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية, وإذا صحت هذه المعلومة فإنها ستكون أول مؤشر علي التغيير, بل تمثل ثورة في السياسة الخارجية للنظام الحالي في إيران, حيث إنه يقيم علاقات وتعاملات خفية مع الجمهوريين الأمريكيين.
وحول العلاقات الإيرانية السورية, استبعد بني صدر أن يكون دعم إيران لنظام الأسد يجري علي أساس طائفي, كون النظامين مختلفين, فالنظام السوري علوي والإيرانيون شيعة, مشيرا إلي أن البعد الطائفي ضعيف جدا, لكن الأسباب السياسية قوية, بحسب تعبيره.