التحيات والتقدير الكبير لصمود أبناء غزة وقوى المقاومة بوجه العدوان لن تفيد في جعل النقاش متعامياً عن أسئلة وحقائق تتصل بما حدث. أما الهدنة التي أُعلنت أمس، وعلى أهميتها وضرورتها لوقف آلة القتل الإسرائيلية، فإنها تزيد من الأسئلة المعقدة، وتدل على وجود طبقة كثيفة من الدخان، ليس دخان القصف الذي يرافق التراجع أو الهروب، بل الدخان الذي يقصد به التعمية على مؤشرات تدعو الى القلق على مستقبل القضية الفلسطينية. وفي أحسن الأحوال، تدعو هذه المؤشرات إلى الحذر والتنبه وإلى طرح السؤال حول استراتيجية المقاومة بعد هذا الانتصار.
المقاومة تفرض شروطها وإسرائيل ترفع الراية البيضاء
احتفالات بالنصر في شوارع غزة أمس (محمود الهمص ــ أ ف ب)
وأخيراً فرح أهل غزة. زغردوا ورقصوا أمس، وأطلقوا النيران ابتهاجاً. فرحوا بنصر صنعته أيديهم، أجبروا من خلاله الكيان الغاصب على رفع الراية البيضاء. كسروا قيود الاحتلال بصمودهم وسواعد مقاوميهم
... وانتصرت المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد ثمانية أيام من العدوان الإسرائيلي المتواصل. استطاعت بصمود أهلها وسواعد مقاوميها وصواريخها التي وصلت الى ما بعد تل أبيب وضربت القدس المحتلة، أن تفرض على العدوّ شروطاً للتهدئة، برعاية مصرية و«شهادة أميركية».