رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن بعضا من دول منطقة الكاريبى مثل (هايتى، وجامايكا، وكوبا) لم تحظ بالتغطية الإعلامية الكافية التى حظيت بها مدينة "نيويورك" فى الوقت الذى ضرب فيه إعصار "ساندى" الساحل الشرقى الأمريكى.
وأشارت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت - إلى أنه قبيل أن يضرب ساندى شواطئ جنوب ولاية نيوجيرسى ضرب كلا من (هايتى، وجامايكا، وكوبا)، مما أدى إلى تدمير هذه الدول تدميرا واسع النطاق، ومع ذلك لم يكن هناك سوى القليل من وسائل الإعلام الغربية لتغطية الآثار المترتبة على هذه الدول الكاريبية من جراء الإعصار الساحق.
وقالت "إنه فى الوقت الذى بات فيه من الواضح أن مدينة نيويورك ستتحمل قوة ساندى الهائلة، واستعدت على إثره وسائل الإعلام الغربية لتغطية كافة التفاصيل، لم نكن لنرى مثل هذا المناخ التنافسى فى بلدان مثل هايتى، وهو البلد الذى شهد وتحمل من الكوارث الطبيعية أكثر مما قد تتحمله الدول الغنية أو تتصدى له على نحو كاف، ناهيك عن أنها واحدة من أفقر دول العالم".
وأضافت الصحيفة أن الوضع لم يختلف كثيرا فى كوبا، حيث تم تدمير نحو 200 ألف منزل جراء الإعصار، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية للأضرار فى الممتلكات الخاصة والبنية التحتية العامة 300 مليون دولار أمريكى، وذلك وفقا لتقرير من مرفق التأمين ضد أخطار الكوارث فى منطقة البحر الكاريبى.
وأوضحت أن هذه التكلفة من شأنها أن تكون أعلى من إجمالى التكلفة لإعصار "إيرين" فى العام الماضى، والذى تسبب فى خسائر وأضرار لحقت بشرق سلسلة جزر فلوريدا بلغت قيمتها 250 مليون دولار أمريكى.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية "إن وسائل الإعلام لم تقم بتغطية القصص الإنسانية فى منطقة بحر الكاريبى، كما لم تنشر أية قصص بشأن صمود سكان جزر البهاما، وكيف سيمحوا الأضرار الاقتصادية التى لحقت بهم، مرجحة أنه من المتوقع مع ذلك استمرار وسائل الإعلام الغربية فى هذا النهج".
وأضافت أن زلزال هايتى فى 12 يناير 2010 يعد المرة الأخيرة التى وقعت فيها هايتى تحت أضواء وسائل الإعلام الغربية الساطعة.. ولم يكن من المفاجئ أن يتألف الجزء الأكبر من التغطية من الأعمال البطولية لعمال الإغاثة والإنقاذ وفرق البعثة التى تقدم المساعدات للناجين وضحايا هذه المأساة.