** استطاعت أوروبا التغلب علي العوائق الطبيعية والتاريخية واللغوية بأن أقامت السوق المشتركة كبداية.. وقاعدة للوحدة الأوروبية.. التي قطفت شعوبها ثمار النجاح في اتحاد سياسي واقتصادي قوي عبر كل المصاعب.. ليصبح للقارة برلماناً ومجلساً مشتركاً وعملة موحدة.. وأصبح الاتحاد الأوروبي قوة بازغة يتطلع إليها العالم.. خاصة بعد اجتذابها للدول الخارجة من الستار الحديدي.. وتنافس دول القارة في تلبية شروط الانضمام للاتحاد.. رغم كثرتها وتعددها.
** ولكن تداعيات الأزمة الاقتصادية الأمريكية.. نالت من انجازات الاتحاد وعطلت تنفيذ الخطط المتفق عليها.. وبرزت نقاط ضعف في بعض البلاد الأوروبية مثل اسبانيا واليونان.. وكذلك بالنسبة لليورو وقيمته.. في ضوء تأجيل دول مهمة من داخل الاتحاد لاعتماد اليورو بشكل رئيسي.. والصراع المتجدد في قوة اليورو أمام الدولار والين الياباني.. رغم أن منطقة اليورو تشكل 17 دولة.
** وها هي المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تعترف بصعوبة الأزمة الاقتصادية.. رغم مبادرات البنك الأوروبي مساعدة الدول التي تأثرت أسعارها ومشاريعها وقيمة العملة ومستوي السكان.. وقالت تحتاج إلي نفس طويل.. قد يكون 5 سنوات وربما أكثر للتغلب علي الأزمة.. ولكنها أيدت الإجراءات المطلوبة لاصلاح الموازنة والحد من سطوة الديون.. ليتدفق الاستثمار إلي المنطقة التي تملك الخبرة والموارد والفعلية الصناعية.. وتأتي أزمة اليورو مليئة بالدروس الإيجابية التي يحتاج إليها الاقتصاد العربي - لينهض هو الآخر - بينياً.. وتخرج للنور السوق العربية المشتركة.. حلم المواطن من المحيط للخليج.. وكذا المنطقة الحرة التي أصبحت ضرورة لبناء علاقات متوازنة مع المنظمات الإقليمية والدولية التي تعرف جيداً الأهمية الاقتصادية والسوقية للمنطقة العربية.