أحمد السعداوي وجرجس فكري
«مبروك عليكم».. كانت آخر كلمات الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريرك، وهو يرفع يده أمام الشعب القبطي بالورقة المكتوب فيها اسم البابا الجديد، بعدما اختاره الطفل.. ليظهر اسم البابا تواضروس الثاني، وسط مشاعر مختلطة بين الفرح وعدم التصديق.
الأنبا تواضروس يتمتع بشعبية واسعة بين الأساقفة، لكن كثيرين من أبناء الشعب لم يتوقعوا أن تختاره القرعة، وكانت الأنظار متجهة إلى أسقف كنائس وسط البلد، الأنبا روفائيل، أو الراهب القمص روفائيل أفامينا... وقد بدأ البابا الجديد عهده بتصريحات إعلامية لقناة «سي تي في» المسيحية، قال فيها إن «منافسيه الأنبا روفائيل والقمص أفامينا كانا أحق منه بالكرسي البابوي، وأنه تربطه صلة قوية بالأنبا روفائيل ملاك الكنيسة».
ووجه تواضروس الثاني الشكر للأنبا باخوميوس على قيادته الحكيمة للكنيسة، واصفًا البابا شنودة الثالث بـ«مايسترو الكنيسة»؛ لأنه استطاع أن يرتفع بها روحيًا، وأضاف تواضروس أنه «لا ينسى مجهود أساقفة المجمع المقدس ولجنة الترشيحات»، كما أشاد بالأساقفة الذين رشحوه.
يتمتع البابا الجديد بشعبية بين الأساقفة ودعم الأنبا باخوميوس له؛ إذ يرونه أنه «حازم قادر على قيادة الكنيسة في ظل هذه المرحلة»، ورغم أنه لا يتمتع بشعبية بين أبناء الشعب القبطي، إلا أن الجميع «يرضى باختيار الرب له».
البابا الـ118، واسمه المدني «وجيه صبحي باقي سليمان»، يحتاج إلى شعبية قوية تعوضه نقص الكاريزما، ومن المتوقع أن يسلك طريق البابا شنودة الثالث، عندما نجح في الظهور بصورة المدافع الأول عن الأقباط وسط الفتن الطائفية في عصر الرئيس الراحل أنور السادات.
ويبدو أن الظروف تتشابه، وأن البطريرك القوي سينجح بفعل شخصيته في الحصول على شعبية واسعة بين الشعب القبطي. فبمجرد جلوسه على الكرسي البابوي ستقابل البابا أزمة «فتاة مطروح».
البطريرك الجديد يستطيع إدارة المجمع المقدس بعدما حصل على 902 صوت من أساقفة المجمع والمجلس الملي، ما سيساعده على التخلص من مراكز القوى بسهولة.
«البابا الصيدلى»، الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الستين، مولود في 4 نوفمبر 1952، يعلم جيدًا أن الدواء بالرغم من مرارته خير وسيلة للشفاء، لذا فإنه جاء إلى الكنيسة بـ«الدواء» لبعض المشكلات التي تخص الكنيسة، ومنها لائحة 57، ويحمل «العصا» للصدام مع معارضي الكنيسة في الخارج ومراكز القوى في الداخل.
حصل البابا الجديد على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية، عام 1975، وحصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية، وزمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985، وترهبن في 31 يوليو عام 1988، ورسم قسًا في 23 ديسمبر 1989، ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 1990.