وفي الشرقية لم تقتصر التعديات علي الآثار المصرية وسرقتها, علي التنقيب والحفر فقط, بل امتدت الي التعدي علي أراضي الآثار واغتصابها ونهب ما في باطنها من آثار في ظل غيبوبة مسئولي الآثار, حيث تم التعدي علي أكثر من005 فدان من أراضي الآثار.
ومحافظة الشرقية هي منجم للآثار لأنها تعتبر من أهم المحافظات التي تحتوي علي آثار مصر لأنها تمثل كل المراحل الحضارية, كما أن الشرقية احتضنت3 عواصم خلال العصر الفرعوني بأراضيها وهي تل الضبعة أواريس عاصمة الهكسوس وصان الحجر في عهد الأسرة12, ثم تل بسطة في عهد الأسرة الفرعونية22 و32, وتعتبر الشرقية مدخل مصر الشرقي وخط الدفاع الأول خلال العصور الفرعونية وبها أكثر من021 تلا أثريا بعضها مملوك للآثار وخاضع لقانون حماية الآثار.
الفساد وصل الي قمته بآثار الشرقية, حيث تم اغتصاب أرض بالمحافظة بحجة اقامة مشروعات عليها, بينما تؤخذ الأراضي للبحث والتنقيب عن الآثار والمسئولون في غيبوبة, والفاجعة الكبري أن تل الرهبان الموجود شمال الشرقية علي مساحة001 فدان قد تم اغتصابه وخرجت لصالحه احكام بعودته الي الآثار وازالة التعديات التي أقيمت عليه, إلا أن تلك الأحكام حبيسة الأدراج!! ولاتزال النيابة العامة بأبوحماد تحقق في القضية رقم9565 لسنة1102 أبوحماد, الخاصة بتسليم مساحة22 فدانا و21 قيراطا و3 أسهم الي أحد الأشخاص من أصحاب النفوذ, كما أن النيابة الادارية بالزقازيق قد قررت اعادة تلك المساحة لأملاك الآثار وازالة ما عليها من تعديات وأصدر محافظ الشرقية السابق القرار8221 لسنة1102 بإعادة الأرض لأملاك الآثار وازالة ما عليها من تعديات, إلا أن مسئولي الآثار مازالوا خارج نطاق الخدمة ولم يتفاعلوا مع أي قرار من تلك القرارات. ولوحظ في تلك القضية, تخاذل بعض الموظفين بالوحدات المحلية مع بعض مسئولي الآثار بالمحافظة, حيث وافقت اللجنة الدائمة للآثار المصرية بجلستها المنعقدة بتاريخ8002/9/8 علي تسليمها للوحدة المحلية بحالتها بناء علي طلبها لاقامة مشروعات قومية وخدمية عليها بعد اخلائها من الآثار, وبطبيعة الحال لم يتم اخلاؤها من الكنوز الأثرية, بينما تركتها الوحدة المحلية لبعض أصحاب النفوذ لاستغلالها في مشروعات خاصة, مثل اقامة مزارع للدواجن, فتجد مزرعة دواجن تم بناؤها من الطوب الرملي ومعروشة بالخشب, وأخري تم بناؤها من الطوب الأحمر والاسمنت المسلح من أربعة طوابق, اضافة الي زراعات اشجار مانجو ومبان قديمة اقيمت علي أراضي الآثار بالصوة والخلوة والتل الأثري بخلوة أبومسلم, وصدر لتلك التعديات قرارات ازالة ولكن لم تنفذ الي الآن ولم تتحرك منطقة آثار الشرقية, حيث قام تفتيش الآثار بتحرير محضر ضد مواطن قام بالحفر ومد كابل كهربائي بأرض الآثار بالصوة بالمنطقة292 وحرر تفتيش الآثار محضرا لاستصدار قرار ازالة لهذا التعدي بتاريخ1102/4/11, والي الآن لم تتم ازالته ليترك علامات التعجب بسبب التراخي عن التعديات والبحث عن الآثار, وبدون مواجهة حقيقية للمعتدين, برغم أن تلك الآثار سواء القطع الأثرية أو أراضي تلك الآثار ملك للشعب بأكمله, فلماذا القصور والتخاذل من بعض مسئولي الآثار بالمحافظة الذين مازالوا بأماكنهم القيادية. وهكذا يظل سارقو آثار مصر ينهبون كنوزنا بعيدا عن محاسبة إدارة الكسب غير المشروع!!