وكأن مصر قد كتب عليها ان تستنزف مواردها من علي سطح الأرض ومن باطنها أيضا ولكن من يسلبون مصر هذه الأيام لايكتفون بحاضرها وإنما يسرقون تاريخا ويسلبون مجدها ويشوهون ثورتها!!
اثار جبل اسيوط الغربي ساحة مفتوحة للسرقة
انهم لصوص الآثار من المغامرين الذين اختزلوا دور الدولة في التنقيب عن الكنوز الاثرية القديمة وعرضها ليقوموا هم بالاستيلاء علي المواقع الاثرية وإقامة بيوت عليها وحفر انفاق في باطنها للوصول إلي المقابر الفرعونية والاستيلاء علي ما بداخلها من كنوز دفينة وإعادة بيع هذه الآثار في الداخل أو تهريبها للخارج وحرمان الشعب المصري من خيرات بلاده بمساعدة بعض ضعاف النفوس من حراس هذه الآثار أو من الأجهزة المحلية المنوط بها الاشراف والحفاظ علي المناطق الأثرية.
لقد ابتكر اللصوص وسائل غريبة ومتنوعة لسرقة تاريخ مصر ومستقبلها السياحي ولا ندري من هم الجناة الذين يجب ان يقفوا وراء القضبان.. هل هم اللصوص وحدهم أم هم كل من تجاهل هذه المناطق الاثرية علي مر السنين ودفعها للغرق في بحر الاعمال لتتحول في بعض الاحيان لمرابط للحمير!!.
لقد استطاع تجار السلاح والأراضي الافلات بجرائمهم علي امتداد عهد المخلوع, ولكن تجار آثار مصر المسروقة يرتكبون جرائم أكثر فداحة لأنهم يسرقون شعبا بأكمله, واذا كانت انفاق الشرق قد سلبت الناس طعامهم وشرابهم ووقودهم المدعم فإن انفاق الرعب تحت سطح الاماكن الاثرية تستنزف الشعب أيضا حينما تسلب تاريخه.. الأهرام يقوم بجولة يرصد فيها أهم مظاهر هذه الحرفة الشيطانية.