صحافة مدرسة السادات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مجلة مدرسة السادات الاعدادية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم فى منتداكم .. منتدى صحافه مدرسه السادات الاعداديه بفرشوط .. يسعدنا مشاركتكم معنا ونتمنى لكم قضاء وقت سعيد.. تحت اشراف الاستاذ محمد على الشيخ . اخصائى الصحافه بالمدرسه

 

 من العالم الثالث إلي الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد احمد ابو الفتوح
عضو نشيط جدا
عضو نشيط جدا
محمد احمد ابو الفتوح


عدد المساهمات : 536
تاريخ التسجيل : 23/10/2012
العمر : 25

من العالم الثالث إلي الأول   Empty
مُساهمةموضوع: من العالم الثالث إلي الأول    من العالم الثالث إلي الأول   Icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 9:28 am

في زيارتي الأخيرة إلي سنغافورة العام الماضي كنت مع مجموعة من المهتمين بتجارب العالم في الانتقال من الاستبداد والتخلف الاقتصادي إلي فضاء الحرية والنمو‏.
وأتذكر أن الصورة المبهرة الحضارية التي عليها الشارع السنغافوري والضمانات التي تديرها الدولة في إرساء عدالة اجتماعية حقيقية وفق برامج مشتركة بين الدولة والمجتمع وسياسات التجربة المتميزة في تنمية الصادرات والاستثمارات الداخلية والخارجية.. وإنشاء مناطق اقتصادية خارج سنغافورة للتغلب علي قلة الموارد الداخلية..
كل هذا جعلنا نتساءل عن التوصيف السياسي للتجربة وللحزب الحاكم.. فرغم روح الاشتراكية التي تأسس عليها حزب العمل الاشتراكي عام1954 الذي هيمن علي الحياة السياسية بعد أن تآكل الجناح المنشق عن الحزب الحاكم بعد انتخابات1968, إلا أنه لا يمكن وصف سياسات هذا الحزب بالاشتراكي بأية حال..
وظل الحوار بيننا و لم نصل إلي توصيف سوي أنه مشروع وطني انطلق من ثقافة مجتمعه وقيمه الحاكمة.. ووظف ذلك في أطر عملية تنموية توافر لها مناخ هادئ خرج فيه الجميع علي مصالحه الضيقة إلي آفاق العمل الوطني الحقيقي ومن ضجيج الكلام الاجوف الي ضجيج المصانع والعمل الدؤوب.
وفي الحقيقة فإن النهضة العظيمة في سنغافورة لخصها السيد' لي كوان يو' رئيس وزراء سنغافورة في كتابه الهام' قصة سنغافورة من العالم الثالث إلي العالم الأول' وهو الجزء الثاني من مذكرات( كوان يو), والذي تناول فيه قصة التحول الذي جعل من هذه الدولة الصغيرة المساحة, قليلة الموارد والتي تحاصرها التحديات البيئية والسياسية نموذجا تنمويا متفردا ومتميزا شرح السيد' لي كوان' أبعاد النهضة في بلده و أسهب في إيضاح هذه التركيبة الخاصة في عناصر مشروعه بكل تفاصيلها وكيف تفاعل الانسان بمنتهي العزم والحزم مع الوقت ومع الارض وكيف استطاع ان يعزف هذه المعزوفة المحلية لتصبح نموذجا كونيا مبهرا ومتميزا لا يقاربه بلد آخر من حيث حجم النقص في الموارد الاولية المتاحة.
و سنغافورة بداية من عام1819 كانت ميناء تابعا لشركة الهند الشرقية التابعة للاحتلال البريطاني.. وذلك في نطاق التوسعات الامبراطورية في آسيا.. ومع أفول نجم هذه الامبراطورية في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين وحصول سنغافورة علي الاستقلال وانفصالها عام1965 عن ماليزيا بدأت الرحلة إلي النهضة والتنمية المستدامة..
واستطاعت سنغافورة- كما يقول السيد( هنري كيسنجر) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق,وهو يقدم لكتاب السيد(كوان يو)- بقيادة رشيدة أن تحقق هذه المعجزة وانتقل دخل الفرد السنوي من( ألف دولار) عند الاستقلال إلي( ثلاثين ألف دولار) في بداية الألفية الثانية.
كما استطاعت ان تصل بحجم الاستثمار الأجنبي المباشر داخل سنغافورة بما يزيد الآن علي(260 مليار دولار أمريكي).. في حين شكلت الاستثمارات السنغافورية في الخارج ما يتجاوز(190 مليار دولار) في نهاية عام.2010
وتمكنت ان تحقق في مؤشر جودة الحياة التي تنشره وحدة' الاستخبارات الاقتصادية' في مجلة' الايكونوميست', الدرجة الأولي في آسيا والمرتبة الحادية عشرة علي مستوي العالم وان تمتلك تاسع أعلي احتياطي نقدي في العالم, ولدي الدولة جيش وطني مجهز بشكل جيد ويعتمد علي أحدث الأسلحة.
لقد مرت سنغافورة بمراحل متعددة لتطور ونمو اقتصادها باعتمادها علي مجموعة من خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث كانت الأولوية باتجاه التصنيع كضرورة حتمية لتحقيق معدلات عالية في النمو الاقتصادي والتركيز علي الاقتصاد المعرفي والقيمة المضافة وشملت قوائم صناعاتها الرئيسية الإلكترونيات والخدمات المالية, ومعدات حفر آبار النفط, وتكرير النفط وتصنيع الأدوية والمواد الغذائية المصنعة والمشروبات, ومنتجات المطاط وإصلاح السفن.
و تحركت الحكومة في السنوات الأخيرة للحد من الاعتماد علي تصنيع وتصدير الإلكترونيات مقابل تطوير قطاع الخدمات, فضلا عن تطويرالصناعات التقنية الحيوية والكيميائية والبتروكيميائية,وذلك بالتوازي مع سياسة تجارية مدروسة خلال هذه المراحل حيث لعبت التجارة دورا حيويا في البناء الاقتصادي.. وحرصت سنغافورة علي التطوير المستمر لتلك السياسات التجارية حيث اسهمت في زيادة وكفاءة القطاع التجاري.
ورغم النظام الديمقراطي الذي تتبناه القيادة السياسية فانها لم تستورد نظاما ديمقراطيا مخالفا لقيمها الحاكمة وثقافة الشعب المتجذرة.. ولذلك جاءت روح الديمقراطية في تجربتهم بآليات لتحقيق الرقابة المجتمعية والمحاسبة الشعبية بعيدا عن شعارات ومفاهيم لا تتناسب مع مجتمع في بداية العمل التنموي المتكامل.. أي في بداية التجربة.
كان التطبيق الحازم للقانون هو احد العناوين المهمة في نجاح التجربة.. يذكر' لي كوان يو' في كتابه السابق انه في عام1993 قام أمريكي عمره15 عاما يسمي مايكل في ومعه مجموعة من أصدقائه بتخريب بضع إشارات المرور وورش الأصباغ علي أكثر من25 سيارة وقد حكمت عليهم المحكمة و أقروا بالجرم وطلب المحامي تخفيف العقوبة وهي6 ضربات بالعصا والسجن لأربعة أشهر.
وقد جن جنون الإعلام الأمريكي, فكيف يضرب ويهان الأمريكي من قبل السنغافوريين القساة, وتدخل الرئيس الأمريكي الاسبق بيل كلنتون, وكان موقف الحكومة السنغافورية محرجا, كما يقول لي كوان يو, فإذا لم يعاقب الأمريكي فبأي حق يعاقب السنغافوري وغيره ؟ وانتهي الأمر إلي تخفيف الضربات بالعصي إلي أربع بدلا من ست..المهم أن الحكم طبق, وهكذا يحترم القانون ويكون مؤديا إلي الاستقرار والازدهار.
لقد استوقفني طويلا في زيارتي لسنغافورة كيفية بناء النظام التعليمي والصحي لخدمة مشروع نهضوي وتنموي وهما نظامان متفردان سنقف معهما بالتفصيل في مقالات قادمة.
والملاحظة الأخري خاصة بإحدي المؤسسات الوطنية التي تشرفت بزيارتها وهي مؤسسة' ربيع سنغافورة'التي يرأسها ويديرها أحد أهم العقول الاقتصادية في سنغافورة وهو المهندس' فيليب هو'الذي شرح لنا بالتفصيل دور هذه المؤسسة في تجميع اهم العقول في بلاده من مختلف التخصصات.
والسيد فيليب عايش التجربة من مهدها إلي الوقت الحالي وأدرك كيف انصهر الجميع في إطار ثقافة مجتمعية رافعة وفي إطار عملية تنمية بشرية متكاملة واستفادة كاملة من الخبرات المتراكمة لرجال الدولة الذين اشتركوا عبر المراحل المختلفة في صناعة هذا النجاح.
إن مؤسسة' الربيع السنغافوري' تلخص أهم ما في حالة النجاح في هذه التجربة المهمة وهي كيف تعمل العقول السياسية المختلفة والمشتبكة أحيانا بعد أن تترك السلطة لرسم مستقبل بلدها ورسم مستقبل الأجيال القادمة.. وفي زيارته الأخيرة للقاهرة قال السيد( فيليب هو) إن أفضل من يدير الاقتصاد هم الذين يحلمون ويملكون الخيال.
إن حلم كل المصريين في نهضة حقيقية وتنمية مستدامة لوطننا يستدعي من الجميع أن نغلب منطق الأفعال, وأن ينصهر الجميع في بوتقة واحدة بعيدا عن الخلافات السياسية والوقتية.
المزيد من مقالات د.ياسر على
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من العالم الثالث إلي الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من العالم الثالث إلي الأول
» جدول امتحانات الصف الثالث الاعداداى
» سائقو النقل بالبحيرة يواصلون احتجاجاتهم لليوم الثالث على التوالى
» الجيش الثالث يقيم احتفالا لضباط وقوات الشرطة بالسويس
» دفاع المتهم الثالث يدافع عن عز بعد انتهاء وكالة فريد الديب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحافة مدرسة السادات :: السياسى الصغير-
انتقل الى: