"واشنطن بوست" تدعو الإدارة الأمريكية لتوضيح أسباب الفشل الأمنى ببنغازى

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على أنه بالرغم من أن البيت الأبيض يبدو وكأنه عازما على تأجيل إجراء أية مناقشات جادة بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية فى مدينة بنغازى الليبية،إلا أنه يتعين عليه عاجلا أم آجلا توضيح الأسباب الكامنة وراء ما يبدو بشكل متزايد وكأنه فشل أمنى ذريع فى بنغازى، وحول السياسات التى أدت إلى مثل هذا الفشل.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية -فى سياق مقالها الإفتتاحى الذى بثته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت- أن هذا الهجوم تحول من كونه قضية سياسية لا طائل لها عندما اعترفت إدارة باراك أوباما علنا بأن الهجوم "إرهابي"،ليطرح مجموعة أسئلة هامة حيال الأسباب الكامنة وراء وجود فشل أمنى فى القنصلية،وكيفية استجابة القوات الأمريكية فى ليبيا وخارج البلاد لحالات الطوارئ..مشيرة إلى أن النتيجة هى مجموعة من الأسئلة لم تحظى بأى رد.

ولفتت إلى ظهور أدلة كشفت عن أن السفير الأمريكى كريستوفر ستيفنز وفريقه شعروا بقلق بالغ ازاء التدابير الأمنية فى القنصلية.ونقلت الصحيفة عن تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية توضيحه بأنه تم إرسال برقية سرية لوصف "الاجتماع الطارئ" الذى عقد فى القنصلية فى يوم 15 أغسطس الماضى ،والذى أعرب فيها ضابط الأمن الإقليمى التابع لوزارة الخارجية عن قلقه المتنامى من القدرات الأمنية الدفاعية فى حال وقوع هجوم منسق وذلك بسبب محدودية القوى العاملة هناك،والتدابير الأمنية، وقدرات الأسلحة، إضافة إلى دعم الدولة والحجم الكلى للقنصلية".

وقالت الشبكة إن البرقية تم إرسالها إلى واشنطن وأفادت بأن الاجتماع الطارئ تضمن إحاطة حول معسكرات تدريب تنظيم القاعدة فى منطقة بنغازى والميليشيات الإسلامية، بما فيها تلك التى زعم أنها نفذت هجوم الحادى عشر من سبتمبر.

وتابعت شبكة "فوكس نيوز" قولها -حسبما أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية-: وفى برقية أخرى فى 11 سبتمبر،أى قبيل ساعات من الهجوم، وصف ستيفنز "المشاكل المتنامية مع الأمن" فى بنغازى و "الإحباط المتزايد" مع الميليشيات والشرطة المحلية، إلى وزارة الخارجية المنوطة بالدفاع عن القنصلية،وبشكل منفصل،ووفقا لتقرير عن مجلة فورين بوليسى الأمريكية بعث ستيفنز أيضا بخطاب إلى السلطات المحلية فى بنغازي،يتذمر من أن الشرطة المكلفة بحراسة القنصلية تقوم بتصوير القنصلية صباح يوم 11 سبتمبر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لتقرير الشبكة وتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية،تبين أن مهمة وكالة الاستخبارات الأمريكية "سى آى أيه" فى بنغازى تتمتع بالحضور الأقوى وربما كانت مسئولة جزئيا عن الدفاع عنها،مشيرة أيضا إلى أنه وفقا لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" و"السى آى أيه" بيد أن رد الفعل على الهجوم والذى لم يكن كافيا،كان أفضل ما يمكن حشده.

وبالرغم من ذلك،رأت الصحيفة أن هذا الأمر يثير تساؤلات هامة بشأن عدم استعداد الوكالات الاستخباراتية المختلفة لمثل هذه الحالات الطارئة،وذلك بالنظر إلى وجود تحذيرات سابقة واضحة،وحول ما إذا كان انشغال إدارة أوباما السياسى مع الحفاظ على قلة التواجد الملحوظ فى ليبيا أدى إلى الاعتماد غير المدروس على الميليشيات المحلية، بدلا من التركيز على القوات الأمريكية؟

ونظرا للاستقرار فى المنطقة أيضا، لماذا لم يكن هناك أية قوات متواجدة فى شمال أفريقيا -مثل القوات الخاصة أو طائرات بدون طيار لنشرها للرد السريع؟وخلصت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -ختاما- إلى أنه سواء كانت الوكالات تدافع عن نفسها بشكل منفصل أو لا،فإن البيت الأبيض يبدو عازما على تأجيل أى مناقشة جادة
حول هجوم بنغازى إلى ما بعد الانتهاء من انتخابات الرئاسة الأمريكية..مشيرة إلى أنه عاجلا أم آجلا،يجب على الإدارة الأمريكية الإجابة عن سؤال حول ما يبدو بشكل متزايد كأنه فشلا أمنيا ذريعا، وحول السياسات التى أدت إلى ذلك.

مشاركات جميله ونتمنى المزبد