رقم حساب سهل ودعوة كريمة ولكنها لا تغري بسداد ديون الفساد.
هل كان كلاما وحماسا ام انه له آلية فنية وقانونية.. ودعنا من مانشيت جريدة "التحرير" بالأحمر العريض ان البنك المركزي يقول: لا نعلم من ومتي تم فتح الحساب الذي أعلنه الرئيس؟
يعني ان من تحمس وذهب صباح اليوم التالي للخطاب كي يأخذ البركة من المركزي لن يقبلوا منه التوبة.
وعلي أي حال سهل أن نفتح الحساب حتي ولو كان حافظ البنك تناله أيضا الاتهامات.
لم يفهم كثيرون دعوة الرئيس لكل من يريد التطهر من الفساد إلي وضع الأموال في هذا الحساب والله يقبل التوبة.. تبدو الدعوة أخلاقية رومانسية فمن الذي يسرق بالهبل ويعيد ما نهب خصوصا انه قد دخل السجن وانفضح أمره.. والذين يقتربون من حساب "333 333" يعترفون بأنهم من الفاسدين أو يخجلون فما الذي يدفعهم لذلك؟ خصوصا وان ذلك لا يسقط عنهم جرائمهم؟!
هل كانت الدعوة للتطهر يأسا من إعادة أموال الشعب في الخارج والداخل وقد اتضح اننا قصرنا أو عجزنا وكأن أساتذة القانون والاقتصاد والإدارة لا يعرفون ماذا يجب أن يكون.. هذا إذا كانت النوايا خالصة فمع الكلام الكبير والوعود الوردية وندوات التليفزيون وتصريحات المسئولين بمشاركة رجال محترمين نكتشف في آخر المطاف اننا لم نقدم دليلا أو نطلب بجدية حقوقنا المنهوبة؟!
لابد وأن يكون هناك جهد جاد ونية خالصة بصرف النظر عن البركة لاستعادة ملياراتنا وأراضينا وممتلكاتنا التي تم السطو عليها سنوات طويلة وتأخرنا في حصرها وتوجيه الاتهام الجنائي لمرتكبيها فمن بينهم من ظل بما يقرب من عامين يمرح كما يشاء ويخفي المستندات ويسلك الرأي العام.
هل هي إذن قلة حيلة لم يعد أمامنا ازاءها إلا اغراء صكوك الغفران؟
أم انه تمهيد للتصالح مع رجال النظام السابق إذا دفعوا؟! وهي القصة التي تركز الحديث حولها بشكل جاد أو جس نبض بدأته بأن يدفع أحمد عز خمسة مليار أكثر من قرض صندوق النقد وهو ذل بالليل وهم بالنهار وأكثر من ودائع ملوك العرب وهي ليست لوجه الله.. رفض عز الدفع وأنكر الجميع كل ما تردد وقيل عن توسط محام اسلامي كبير مشترطا ألا يسمع أحد بما يجري في غرفات مغلقة وإلا فإنه سوف ينفي تماما والأكثر انه سوف يجعل الوزير الذي يشاركه المحاولة ينفي هو الآخر وهو ما حدث.. أو ان شيئا لم يحدث من الأول.
مفاوضات الصلح مع رجال الأعمال المسجونين قديمة يقوم بها محامون يثقون فيهم بل كانوا وكلاء عنهم أصبحوا في نفس الوقت ثوارا ووزراء في العهد الجديد.
يمتد الغضب علي خطاب الرئيس من الرافضين له المتصيدين لكلماته إلي ما هو أبعد من حساب البركة في البنك المركزي.
مثلا من استخدم أمواله لامتلاك قنوات فضائية تشوه الحقائق زملاؤنا في برامج التليفزيون مع انهم غلابة مثلنا والاتهام يطول أصحاب المحطات فهل هو سليمان عامر صاحب السليمانية وقناة التحرير أو أحمد بهجت صاحب دريم أراضي وتليفزيونات أو حسن راتب صاحب سما العريش وقناة المحور أو محمد الأمين مستثمر العقارات وصاحب "سي بي سي" أو حتي ساويرس والأون تي في!
أريد أن أفهم وأن توضع النقط فوق الحروف وأن نصل في النهاية لأموالنا في غياهب البنوك.. هل نستطيع بعد أن ضيعنا وقتا طويلا اختفي فيه الكثير من الوثائق؟.. وهل نحن جادون أو قادرون علي استرداد حق الشعب أم نكتفي بدفع ما قسم تطهرا وبركة؟!