شهدت مصر خلال الفترة الماضية العديد من القرارات والإجراءات العشوائية التي صدرت من الحكومات المتعاقبة منذ اندلاع الثورة وللأسف لم تكن هذه القرارات مدروسة بالشكل العلمي الذي يضمن لها النجاح عند طرحها للتنفيذ علي أرض الواقع وجعل المواطن يشعر بوجود حالة من التخبط داخل مكاتب المسئولين عن صنع القرار.
آخر هذه القرارات كان انشاء 5 أو 6 محافظات جديدة بينها عودة محافظتي 6 أكتوبري وحلوان إضافة إلي 4 محافظات جديدة هي العاشر من رمضان ووادي النطرون والعلمين وأخيراً وسط سيناء وأعتقد أن هذا القرار إذا لم يكن مدروساً بشكل دقيق سيكون مصيره الفشل مثلما حدث مع إلغاء محافظتي أكتوبر وحلوان وسيتم إلغاء المحافظات الجديدة في أول تغيير حكومي أو سياسي تشهده البلاد لعدم توافق هذه القرارات مع ما يحتاجه المواطنين أبناء هذه المحافظة أو تلك.
القرار الأخر الذي اتخذته الحكومة مؤخراً بأن إغلاق المحلات في العاشرة مساء دون دراسة مستفيضة وقبل معرفة جدوي القرار والعائد الذي سيحققه للدولة سواء كان مادياً أو معنوياً وللأسف لم يتضح حتي الآن ما سيوفره غلق المحلات خاصة أن المسئولين في الكهرباء أكدوا أن القرار غير مؤثر لكون الإغلاق سيتم بعد ساعة الذروة التي تكون بين السابعة وحتي العاشرة مساء أي قبل بدء تنفيذ القرار المزعوم.
القرار "أي قرار" يجب قبل صدوره أن يدرس بعناية لمعرفة سلبياته قبل إيجابياته وللأسف لم يتم ذلك مع قرار إغلاق المحلات الذي قوبل بالرفض من الغرف التجارية ووزارة الداخلية والكثير من المحافظات وقبل هذا وذاك رفضته الغالبية العظمي من المواطنين خاصة أصحاب المحلات والمنشآت التجارية التي تتعامل مع الجمهور ويتطلب عملها البقاء حتي الساعات الأولي من الصباح.
طبعاً نحن هنا لا ندافع عن الفوضي "لا سمح الله" أو نرفض توفير الأموال للدولة ولكن نريد فقط أن تتوقف حالة التخبط والعشوائية في صدور القرارات خاصة الحيوية منها المتعلقة بأقوات وأرزاق المواطنين الذين عانوا كثيراً في السنوات الماضية وكانوا يحلمون بأن تعيد الثورة حقوقهم المسلوبة.
أنا شخصياً أري أن سلبيات هذا القرار أكثر من إيجابياته. خاصة في تلك الظروف التي تعاني البلاد من القصور الأمني وتمثل المقاهي والمحلات التجارية المنتشرة في ربوع الوطن درعاً مهماً من دروع الأمن وتوفير الاطمئنان للمواطن الذي قد تجبره الظروف للبقاء خارج منزله لساعات متأخرة من الليل. الأهم من ذلك أن القرار سيفقد مصر خاصة القاهرة أهم مميزاتها باعتبارها واحدة من أشهر العواصم العالمية التي لا تنام وهو ما يجعل الآلاف بل الملايين من السائحين يقصدونها سنوياً للاستمتاع بليلها الساحر خاصة من قبل الاشقاء العرب الذي يأتون في فصل الصيف خصيصاً لهذا الغرض. من هذا المنطلق ارجو أن يعدل المسئولون عن هذا القرار النظر ويعيدون دراسته جيداً قبل التنفيذ الفعلي للقرار تجنباً لوقوع أحداث وصدامات نحن في غني عنها.
الصفحة السابقة
الصفحة الرئيسية